Arab News 24.ca اخبار العرب24-كندا

كيف أصبح شباب كندا الجيل الأكثر تعاسة في البلاد؟

كتبت: كندا نيوز:الاثنين 15 ديسمبر 2025 02:46 مساءً حين كان بهافيك شارما مراهقا في تورنتو، تخيل أن حياته عند سن الـ 25 ستشبه حياة جيله السابق، مع وظيفة مستقرة، ودخل مرتفع، وأسرة ومنزل مريح.

لكن اليوم، وهو في الـ 27، عاد للعيش مع والديه في Kitchener بعدما دفعته الإيجارات المرتفعة وتكاليف المعيشة إلى مغادرة تورنتو.

وقال شارما إن طريق الاستقرار كان أسهل بكثير لجيل والديه، الذين هاجروا من الهند قبل نحو 30 عاما، عندما كان الحصول على وظيفة وشراء منزل وبناء مستقبل مالي خطوات أكثر واقعية.

أما الآن، فكل شيء بات أكثر كلفة، من السكن إلى الغذاء، وأصبحت هذه الأهداف مؤجلة لدى كثيرين من أبناء جيله.

ويعكس وضع شارما صورة أوسع لجيل من الشباب الكنديين، في ظل ضغوط اقتصادية واجتماعية متزايدة.

كما أشارت أبحاث حديثة إلى أن مستويات السعادة لدى الشباب في كندا تشهد تراجعا حادا.

وبحسب تقرير السعادة العالمي، كان الكنديون دون الـ 30 عاما أسعد فئة عمرية في البلاد عام 2011، أما اليوم، فقد أصبحوا الأكثر تعاسة.

وسجل تراجع سعادة الشباب في كندا واحدا من أسوأ الانخفاضات عالميا، ولم تتجاوزه إلا أربع دول، وفقا لتقرير 2024 الصادر عن مركز أبحاث الرفاهية بجامعة Oxford.

ورغم ذلك، لا تزال كندا ضمن الدول الأكثر سعادة إجمالا، إذ جاءت في المرتبة الـ 15 في تقرير 2024، ثم الـ 18 في تقرير 2025.

إعادة ترتيب للتوقعات

من جانبه، قال أنتوني ماكاني، المعد الرئيسي لتقرير السعادة الكندي الصادر عن جامعة تورنتو، إن الشباب يعيدون ترتيب توقعاتهم للحياة.

فالتصور التقليدي للبلوغ “وظيفة مستقرة، وأمان مالي، وامتلاك منزل” لم يعد متاحا بالوتيرة نفسها.

وأفاد شبان وشابات قابلتهم وكالة الصحافة الكندية بأنهم يواجهون صعوبة في بناء الحياة التي تخيلوها، وسط سوق إسكان غير ميسورة، وصعوبات الادخار، وضغوط نفسية متزايدة، وتأثيرات سلبية لوسائل التواصل الاجتماعي.

وقال جون هيليويل، أستاذ الاقتصاد بجامعة بريتش كولومبيا وأحد مؤسسي تقرير السعادة العالمي، إن سعادة الشباب انخفضت إلى ما دون سعادة الفئات التي كانت تُعد سابقا الأقل رضا.

ويربط هيليويل هذا التراجع بعوامل أساسية، أبرزها ضعف آفاق العمل المستقبلي وارتفاع أسعار السكن، مؤكدا أن الشعور بالأمان الاقتصادي والسكني عنصر محوري في الإحساس بالسعادة.

ففي عام 2023، بلغ مؤشر القدرة على تحمل تكاليف السكن في كندا أسوأ مستوياته منذ 41 عاما، ولا يزال قريبا من مستويات أوائل التسعينيات.

وأظهرت بيانات منظمة Generation Squeeze أن الشاب الكندي بين 25 و34 عاما كان يحتاج خمس سنوات فقط في الثمانينيات لتجميع دفعة أولى لشراء منزل، بينما ارتفع الرقم إلى 17 عاما في 2021، ووصل إلى 27 عاما في تورنتو وفانكوفر.

كما تغيرت محطات الحياة الأخرى، فمتوسط سن الزواج ارتفع من 25 عاما في أواخر الستينيات إلى 35 عاما قبل الجائحة، وارتفع متوسط سن إنجاب الطفل الأول للنساء من 22 إلى 29 عاما، ويعزو كثيرون ذلك إلى الضغوط المالية وتغير الأولويات.

في المقابل، يرى بعض الباحثين أن الصورة ليست قاتمة بالكامل.

فبحسب ماكاني، أظهرت بيانات هيئة الإحصاء الكندية تراجعا محدودا في الرضا عن الحياة لدى الشباب، ما يشير إلى أن الفئة العمرية تمر بمرحلة انتقالية أكثر من كونها أزمة دائمة.

اقرأ أيضا:

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير. c 1976-2016 Arab News24 Int'l - Canada : كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها

أخبار متعلقة :