Arab News 24.ca اخبار العرب24-كندا

لغويون وخبراء معاجم: معجم الدوحة التاريخي للغة العربية إنجاز حضاري ومعرفي

اخبار العرب -كندا 24: الاثنين 22 ديسمبر 2025 10:51 صباحاً ثقافة وفنون 0
22 ديسمبر 2025 , 06:39م

إطلاق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية

الدوحة - قنا

أكد عدد من اللغويين والخبراء في المعاجم المشاركين في إعداد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن اكتمال المعجم يشكل نقلة نوعية في تاريخ الصناعة المعجمية العربية، لما ينطوي عليه من منهج علمي صارم يعيد تتبع الألفاظ العربية في سياقاتها الزمنية والمعرفية منذ أقدم الشواهد الموثقة.

وقال اللغويون والخبراء، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن معجم الدوحة يعد إنجازا حضاريا ومعرفيا يتجاوز حدود التوثيق اللغوي إلى إعادة بناء الذاكرة التاريخية للعربية، مؤكدين أن العمل على إنجازه اعتمد على جهد جماعي دقيق، وتكامل بين الخبرة اللغوية والتقنيات الحديثة، بما يرسخ مكانة اللغة العربية في مسار البحث العلمي المعاصر.

وعن البدايات الأولى لانطلاقة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أكد الدكتور عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي للمعجم أن العمل بالمعجم بدأ في العام 2013، بمشاركة أكثر من 500 خبير إلى أن اكتمل إنجازه والإعلان عنه خلال الحفل الذي أقيم اليوم، مشيرا إلى أن المشاركين في إعداد المعجم استندوا على منهجية قسموا خلالها تاريخ اللغة العربية إلى ثلاث مراحل، الأولى تتعلق بأقدم نص موثق يعود للعام 200 هجري، وارتبطت المرحلة الثانية بالفترة من العام 201 إلى 500 هجري، فيما تطرقت المرحلة الثالثة إلى الفترة من العام 501 هجري إلى اليوم.

وأضاف أنه بين كل هذه المراحل، مراحل أخرى صغيرة، وأنه نتيجة هذه المنهجية التي اعتمدها المعجم، تم توفير مصادر لكل مرحلة، إلى أن تم تحويل هذه المصادر إلى مدونة مرقمنة سهلة البحث، ليتم الانطلاق من هذه المدونة إلى مداخل معجيمة لكل لفظ ومصطلح من ألفاظ اللغة العربية ومصطلحاتها، حتى تمكن المشروع من بناء قرابة 300 ألف مدخل معجمي ومدونة نصية تحوي قرابة مليار كلمة.

وحول أهم ما يميز معجم الدوحة التاريخي للغة العربية عن غيره من المعاجم، أكد المدير التنفيذي أنه تاريخي، وأن هذه السمة هى بوصلة المعاجم التاريخية، والتي توفر معلومات تاريخية لكل لفظ ولكل معنى عبر استعمالها عبر خط الزمن، وهذه الخصيصة وإن بدت سهلة المنال، إلا أن تحقيقها صعب للغاية، كونها تتطلب شروطا، منها توفير مصادر للغة العربية ونصوصها، على مدى 20 قرنا، وتحويل هذه النصوص إلى مدونة لغوية، وكذلك جمع الألفاظ والجذور، لبناء مدخل لكل لفظ عبر رصد تحولاته الزمنية، إلى الانتهاء لبناء حياة لكل كلمة من كلمات اللغة العربية.

وأشاد المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية بجهود دولة قطر في إنجاز هذا المعجم كغيره من المشاريع العلمية الكبيرة التي تنجزها الدولة، وتوفر لها كافة إمكاناتها لإتمامها.

من جانبه، أكد الدكتور رمزي بعلبكي رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أنه رغم كل التحديات التي واجهها المعجم، إلا أنه تغلب عليها حتى أصبح العمل مميزا، مع الاحتفاء به، لافتا إلى أن أحد هذه التحديات، تعدد جذور كلمات اللغة العربية، إذ يرصد المعجم كل مفردة منها على حدة، ويحدد لها سجلا يتضمن نشأتها ومعناها، ثم يرصد مراحل تطورها، والمصطلحات التي تولدت عن هذه المفردات.

وقال إن من بين التحديات التي واجهت فريق العمل، إثبات صحة تاريخ الكلمات عند رصد شواهدها عبر القرون المختلفة، بهدف تحري الدقة، بالإضافة إلى صعوبة معرفة الزمن الحقيقي، الذي نشأ فيه استعمال الكلمات، والمواضع التي وردت فيها.

وأضاف أنه على الرغم من كل هذه التحديات، إلا أن جهود دولة قطر لرعاية هذا المشروع وتشجيعه واحتضانه، كان لها الأثر البالغ في إنجازه، ولذلك يستحق أن يكون معجما تاريخيا، يرسخ مكانة اللغة العربية في مسار البحث العلمي المعاصر، مشيرا إلى أن ذلك ليس بجديد على الدوحة التي ترعى العلماء في مختلف المجالات، فضلا عن المشاريع العلمية واللغوية الكبيرة، انطلاقا من أن اللغة هي التي ينطلق منها أي مشروع نهضوي.

 

وأكد الدكتور علي أحمد الكبيسي عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن اكتمال المعجم يبعث على الفخر بإنجازه على هذا النحو، بعدما استغرق قرابة 13 عاما، مشيرا إلى أن أحد أهم مميزات المعجم رصده لتطور ألفاظ اللغة العربية عبر الزمن، أي منذ أول استعمال لها وحتى الوقت الحاضر، وتوثيق ذلك بالشواهد التي قيلت فيها، لتكون مصداقا للمعنى الذي عرفت به، حتى يكون المعنى مطابقا لنفس اللفظ الوارد في سياقه، وبالتالي يستطيع من يتصفح هذا المعجم أن يلاحظ التطور الدلالي للكلمة العربية من خلال تواريخ استعمالها.

وقال الكبيسي إن المعجم يقدم فكرة عن المعاني المتقاربة سواء للفظة الواحدة أو لعدة ألفاظ، كما يتيح استقراء الشواهد، سواء من القرآن الكريم أوالحديث النبوي الشريف أو الشعر، ما يعكس رصده لتطور الألفاظ في اللغة العربية، والوقوف عند كافة مراحل تطور الكلمات العربية، ما يجعله ثروة لغوية كبيرة.

وأضاف أن المشروع ظل منذ انطلاقته، وهو يحظى بدعم ورعاية القيادة الرشيدة لدولة قطر، ما أدى إلى إتمام هذا المشروع بعد عمل ضخم عمل عليه فريق من المتخصصين في اللغة، فضلا عن دور المحررين والمراجعين والمعتمدين، ما يضفي عليه مصداقية علمية كبيرة.

بدوره، أكد الدكتور مقبل التام الأحمدي رئيس وحدة التحرير المعجمي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن ثراء اللغة العربية وما تزخر به من كلمات ومعاني، كانت أحد أهم التحديات التي واجهت فريق التحرير أثناء إنجاز هذا العمل، إذ أن مفرداتها تعد من أعظم اللغات في العالم، حيث تربو على ملايين الكلمات، ولذلك كانت هناك صعوبة في حصرها، غير أنه نتيجة للدعم السخي من دولة قطر تم التغلب على هذا التحدي وغيره لإتمام المشروع.

وقال إن المشروع أثمر مدونة ضخمة لهذا المعجم تليق باللغة العربية، ما يجعله إنجازا حضاريا ومعرفيا يتجاوز حدود التوثيق اللغوي إلى إعادة بناء الذاكرة التاريخية للعربية، مشيرا إلى أن إنجاز العمل جهد جماعي دقيق.

وشدد على أهمية استمرارية تحديث المعجم في ما يطرأ على كلمات اللغة من تطور، تتطلب تحديثا لها، خاصة وأن المعجم التاريخي يكون اكتماله الحقيقي يوم اكتمال مادته، ليتشكل شكله النهائي بعدها.

وأكد أن المعاجم السابقة للغة العربية تعد معاجم لغة ومعاني، بينما معجم الدوحة يعتبر معجما تاريخيا، لرصده الألفاظ بحسب أقدم سياق لها، ثم متابعة كافة تطور دلالتها في المعاني إلى آخر سياق وصلت إليه حاليا.

من جانبه، أكد الدكتور عبدالسلام المسدي عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية أن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يعد إنجازا متفردا، لاعتماده على مقومات، أبرزها الوصول إلى مستويات رفيعة في البحث، والتخصص الدقيق، ما يعكس أهمية اللغة العربية ومقاربتها مع اللغات الأخرى.

وقال إن اللغة العربية في حاجة ماسة إلى أن تتكامل مع تاريخها، وأن تزداد إشعاعا في الزمن الراهن، خاصة وأنها من اللغات التي تحمل أمانة ثقيلة، كونها لغة القرآن الكريم، ولذلك تعتبر لغة متميزة تلقائيا، بشكل موضوعي، وليس بشكل حماسي.

بدوره، وصف الدكتور محمد حسان الطيان عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، المعجم بأنه ذاكرة الأمة، معربا عن سعادته بالعمل في هذا المشروع، منذ نشأته عام 2013، واطلاعه على اعتماد المواد، انطلاقا من ضرورة تمرير ما يتم تحريره ومراجعته، ثم اعتماده لضمان الموثوقية للألفاظ، ووصولا إلى توخي كافة أشكال الدقة.

ونوه بالدعم الكبير من قبل دولة قطر وتوفيرها لكافة أشكال الرعاية لإتمام هذا المشروع الكبير، الذي واجه الكثير من التحديات، نتيجة ضخامته وكثرة مراجعه التي تم الاعتماد عليها، حتى تتفجر المعرفة في كل ما يتعلق بكلمات اللغة العربية.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

أخبار متعلقة :