سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة
❖ هديل صابر
- تطور الرعاية الصحية في قطر وتوفيرها بجودة عالية
- الأمراض غير الانتقالية تحد كبير للصحة العامة في قطر
كشف تقرير عن القطاع الصحي في دولة قطر، النقاب عن أن الأمراض غير الانتقالية تظل تحديا كبيرا للصحة العامة، إذ كشف المسح الوطني التدرجي (STEPS) لعام 2023 عن انتشار ارتفاع ضغط الدم بنسبة 24.3 %، ومرض السكري بنسبة 18.1 %، والسمنة بنسبة 33.4 %، وتعاطي التبغ بنسبة 13.4 %، مما يؤكد ضرورة تعزيز استراتيجيات الوقاية والإدارة للحد من عبء هذه الأمراض وفق التقرير. وتضمن التقرير - الذي حصلت «الشرق» على نسخة منه-، كلمة لسعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود - وزير الصحة العامة-، أكدَّ من خلالها أنَّ هذا التقرير لا يعكس الوضع الصحي الحالي في قطر فحسب بل يهدف إلى تسهيل اتخاذ القرار بشكل مستنير والتخطيط الاستراتيجي للسياسات والمبادرات الصحية، داعيا سعادته الأطراف المعنية إلى الاستفادة من المعلومات كأداة حاسمة في جهودهم لتعزيز الصحة العامة وضمان رفاهية المجتمع القطري.
وأكدَّ التقرير الذي شارك فيه القطاع الصحي الحكومي، وجاء في 25 صفحة، أن نظام الرعاية الصحية في قطر يواصل تحقيق تقدم ملحوظ، بما يضمن سهولة الوصول إلى الخدمات وتوافرها وجودتها، مستعرضا أبرز مؤشرات الرعاية الصحية لعام 2024، مع التركيز على التركيبة السكانية والوضع الصحي وتغطية الخدمات وتوزيع القوى العاملة والبنية التحتية.
وأشار التقرير إلى أنه لا تزال معدلات الوفيات منخفضة، مما يدل على فعالية برامج الرعاية الصحية وصحة الأم والطفل، فقد بلغ معدل الوفيات الخام 83.5 لكل 100,000 شخص، مع ثبات معدل وفيات البالغين عند 43.2 لكل 100,000 شخص، إضافة إلى انخفاض معدلات وفيات حديثي الولادة والرضع والأطفال دون سن الخامسة نسبياً.
- تعزيز برامج التطعيم
وأوضح التقرير مدى الحاجة إلى تعزيز برامج التطعيم، وتكثيف جهود الكشف المبكر، وتطبيق تدخلات الصحة العامة، في ظل انتشار أمراض مثل الإنفلونزا والحصبة والملاريا والتهاب الكبد الوبائي (ب) قائمة، رغم الجهود في مجال التمنيع ونظام مراقبة الأمراض الانتقالية في الدولة والذي يعد عنصرا أساسيا لمتابعة هذه الأمراض والحد من انتشارها.
- مليون و500 ألف زيارة للطوارئ
وعرج التقرير على نظام الرعاية الصحية في قطر والذي يتضمن تغطية شاملة من خلال خدمات الرعاية الأولية والمتخصصة، حيث تقدم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية الخدمات الوقائية الأساسية، بما في ذلك صحة الأم، التطعيمات، الفحص المبكر للسرطان، وإدارة الأمراض المزمنة، في المقابل، توفر مؤسسة حمد الطبية خدمات المستشفيات مثل رعاية المرضى الداخليين والخارجيين، خدمات الطوارئ، والخدمات الجراحية، وفي عام 2024، ظل استخدام خدمات الرعاية الصحية مرتفعًا؛ إذ سجلت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية 5,169,998 زيارة، بينما سجلت مؤسسة حمد الطبية 3,117,867 زيارة للمرضى الخارجيين و1,455,147 زيارة لغرف الطوارئ، ما يعكس نظاما فعالا ومتاحا للجميع، تدعمه خدمات إضافية مثل الرعاية الصحية المنزلية، وخدمات الصحة النفسية، واستراتيجيات الحد من حالات الاستشفاء التي يمكن تجنبها. ومع ذلك، لا تزال البيانات المتعلقة باستخدام خدمات القطاع الخاص غير متوافرة.
- بنية تحتية قوية
وتناول التقرير توزع القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية بشكل جيد بين القطاعين الحكومي والخاص، ووفقا لبيانات إدارة التخصصات الصحية بوزارة الصحة العامة، بلغ عدد المهنيين الصحيين المسجلين 53961، من بينهم 9487 طبيبًا، و26236 ممرضة، و11341 من المهنيين الصحيين المساعدين، وتؤكد بيانات الترخيص الصادرة عن وزارة الصحة العامة وجود بنية تحتية قوية للرعاية الصحية تشمل المستشفيات الحكومية والخاصة، ومراكز الرعاية الصحية الأولية، والمراكز الصحية المتخصصة، ومنشآت التشخيص، مما يضمن الوصول إلى الخدمات الطبية على نطاق واسع.
- زيادة المواليد
وأشار التقرير إلى أن عام 2024 شهد ارتفاعا في العدد الإجمالي للمواليد الأحياء بنسبة 8.7% مقارنة بعام 2023، حيث ارتفع العدد من 27,322 مولودًا إلى 29,706 مولودا حيا، أي بزيادة سنوية قدرها 2,384 مولودا، أما من حيث التوزيع بين الجنسين، فقد شكّل الذكور 51.6% من إجمالي المواليد الأحياء في عام 2024، في حين بلغت نسبة الإناث 48.4%، مع الحفاظ على نفس النسبة تقريبا مقارنة بالعام السابق.
- الأمراض الانتقالية
وكشف التقرير عن بلاغات لإصابات البالغين بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل الإنفلونزا وجدري الماء والحصبة، وقد انخفضت حالات الإنفلونزا بشكل ملحوظ بمقدار 1,922 حالة، كما شهد جدري الماء انخفاضًا بمقدار 267 حالة، مما يشير إلى استمرار انتقال العدوى، كما أظهر السل الرئوي انخفاضا طفيفا، حيث تراجع بمقدار 16 حالة (من 417 إلى 401)، في حين انخفض السل غير الرئوي بمقدار 51 حالة (من 494 إلى 443)، مما يعكس الجهود المستمرة في مجال رصد السل وإدارة العلاج.
وأشار التقرير إلى أنه لا تزال الأمراض المنقولة بالنواقل تشكل تحديات في مجال الصحة العامة، ورغم ذلك، انخفضت حالات الملاريا بمقدار 54 حالة، مما يدل على نجاح جزئي في جهود المكافحة، لكنه لا يزال يتطلب المراقبة المستمرة، كما أظهرت الأمراض المنقولة بالغذاء والأمراض المنقولة بالمياه اتجاهات متفاوتة، حيث انخفضت حالات الكوليرا بمقدار 7 حالات، مما يشير إلى تحسن تدابير المياه والصرف الصحي، وانخفضت حالات التسمم الغذائي البكتيري بمقدار 246 حالة.
أما بالنسبة للأمراض الانتقالية الأخرى، فقد انخفضت حالات الجذام بمقدار 12 حالة، مما يؤكد أهمية الكشف المبكر والعلاج في الوقت المناسب، كما سجل داء البروسيلات (الحمى المالطية) انخفاضًا كبيرًا قدره 110 حالات، مما يعكس التقدم المحرز في مكافحة انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ.
وتكشف هذه النتائج عن تقلبات في حالات الإصابة بالأمراض، مع وجود زيادات كبيرة في حالات النكاف والسعال الديكي، مما يستدعي الحاجة إلى مزيد من البحث والتدخل، كما أن الحد من أمراض مثل الحمى القرمزية والحصبة والكوليرا يعكس فعالية مبادرات الصحة العامة الجارية.
- خدمات الصحة النفسية
واستعرض التزام القطاع الصحي في دولة قطر بتعزيز الصحة النفسية، حيث دمجت المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية خلال عام 2024 فحوصات الاكتئاب والقلق ضمن الزيارات الروتينية لأطباء الأسرة باستخدام أدوات تقييم معتمدة دوليا، ورغم تفاوت التطبيق بين المراكز، حقق البرنامج تقدما ملحوظاً، حيث أجري أكثر من 2.3 مليون فحص للاكتئاب و2.37 مليون فحص للقلق، أي بزيادة تقارب 100 % مقارنة بعام 2023.
وبين التقرير ان هذا النهج الاستباقي يعكس حرص المؤسسة على الكشف المبكر والتدخل في الوقت المناسب، بما يضمن تقديم دعم شامل للصحة النفسية ضمن خدمات الرعاية الأولية. ولم تكتف المؤسسة بذلك، بل وسعت نطاق خدماتها لتشمل تدخلات متخصصة، ما أتاح تقديم الدعم النفسي بسهولة عبر المراكز المجتمعية.
وخلال العام نفسه، تمت متابعة ومعالجة أكثر من 5000 حالة داخل منشآت المؤسسة، وهو ما يمثل أكثر من نصف إجمالي الحالات النفسية التي تعاملت معها، في المقابل، احتاجت 18% من الحالات إلى تحويلها لمؤسسة حمد الطبية للحصول على رعاية متقدمة، حيث أدارت الأخيرة أكثر من 4100 حالة عبر الإحالات الداخلية، إضافة إلى استقبال 706 حالات محولة من القطاع الخاص.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :