الدوحة - قنا
أكد عدد من المسؤولين والمكرمين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، أن الجائزة باتت منارة للمعرفة على مستوى العالم بما حققته من دعم وتكريم المترجمين من مختلف اللغات حول العالم.
وأشاد المسؤولون والمكرمون بانفتاح جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي المستمر على لغات جديدة ورعايتها للمترجمين في العالم العربي، الأمر الذي يمنحهم دفعة قوية نحو الاستمرار في تقديم أعمال رصينة ومهمة.
فمن جانبه، ثمن الدكتور حسن النعمة رئيس مجلس أمناء الجائزة، خلال حفل التكريم، جهود صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتأسيس الجائزة، ما جعل من الدوحة منارة للحوار والمعرفة.
وقال النعمة إن صاحب السمو الأمير الوالد أدرك مبكرا أن التقارب بين شعوب العالم هو السبيل الأمثل لتأسيس تعاون مثمر وتفاهم دولي راسخ، مضيفا:" نحن اليوم نجدد له الشكر والثناء، ونعبر عن تقديرنا العميق لما قدمه من رؤية حكيمة وصنيع كريم لا تزال آثاره واضحة في مسار الثقافة والإنسانية".
وأضاف:" نقف أمام هذا العطاء موقف الاعتراف والامتنان، فسموه هو من وضع الأسس الأولى لهذا المشروع الثقافي، وأسهم في أن تصبح الدوحة منارة للحوار وتبادل المعرفة.. إن التراث الإنساني بحاجة إلى الإضافة والتجديد، وتراثنا العربي جزء أصيل من هذا البناء المشترك، ومن خلال الترجمة، نرفد المعرفة الإنسانية بما يجدد حيويتها، ويضيف إلى الحقول الثقافية سنابل مثقلة بالعطاء والإبداع، تماما كما صنع أسلافنا الذين شادوا ركائز العلم والحضارة".
من جانبه، قال السيد عبدالرحمن المري المسؤول الإعلامي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، إن الدورة الحادية عشرة للجائزة كانت استثنائية من عدة نواح، مشيرا إلى أن عدد الفائزين بلغ 28 مترجما ومترجمة، وهذا إنجاز يدل على توسع حضور الترجمة وتأثيرها المتنامي.
وشدد على حرص الجائزة على الالتزام الصارم بالمعايير والشروط منذ تأسيسها، بما في ذلك مستوى التدقيق والتحكيم، مما يضمن نزاهة الاختيار وجودة الأعمال المشاركة.
وأوضح أن الجائزة تهدف إلى تعزيز حضورها العالمي ليس فقط لتكريم الفائزين، بل لتحقيق أكبر قدر ممكن من القيمة السامية التي تسعى إليها الجائزة، وهي الحوار والتفاهم بين الدول والمجتمعات، مشيرا إلى أن تميز الجائزة يكمن في تركيزها الحصري على حركة الترجمة، وهو ما يميزها عن العديد من الجوائز الأخرى، مع الحفاظ على الشفافية والدقة والمسؤولية في التحكيم.
وأشار إلى أن الجائزة مع بداية العقد الجديد لها سوف تستمر في نهجها المتجدد، بما يعزز تأثيرها على مختلف الأصعدة والمستويات، مضيفا أن اللغة الإنجليزية ستظل ثابتة، بينما سيتم التركيز على لغات مثل الإيطالية والصينية، بالإضافة إلى لغات أقل انتشارا مثل الفلانية والتايلندية، بهدف إبراز جهود الترجمة بين العربية وهذه اللغات وتشجيع المترجمين عليها.
وأكد المسؤول الإعلامي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي أن الجائزة ستواصل دعم الترجمة والارتقاء بها عالميا، مع الحفاظ على المعايير العالية التي أكسبتها سمعة مرموقة على المستويين العربي والدولي.
وقالت لاريسا بندر مترجمة ألمانية متخصصة في الأدب العربي الفائزة بالمركز الأول في الترجمة من العربية إلى الألمانية عن كتاب "القوقعة.. يوميات متلصص" لمصطفى خليفة، إن الترجمة فعل ثقافي وإنساني يبني جسور الفهم بين الشعوب، رغم أنها تنجز غالبا في الظل.
وأشارت لاريسا بندر، في كلمة المترجمين، إلى ما يعانيه المترجمون من تراجع التقدير المعنوي والمادي، مستشهدة بواقع الترجمة عن العربية في ألمانيا وما يشهده من فتور في دور النشر والإعلام، الأمر الذي يحد من انتشار الأدب العربي ويضعف فرص فهم أعمق لخبرات المنطقة، كما نبهت إلى التحديات الوجودية التي تفرضها الترجمة الآلية والذكاء الاصطناعي، وضرورة صون قيمة الترجمة البشرية.
وأكدت على أن الترجمة ستظل ضرورة لا رفاهية، ورسالة أمل قادرة على تقريب الثقافات وإبقاء الحوار حيا، مثمنة جهود جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي على المستوى العالمي.
من جانبه، أكد الدكتور عبدالرزاق بركات أستاذ اللغة التركية في جامعة عين شمس المصرية، أن تم تكريمه عن ترجمته لكتاب "تاريخ الفكر التركي المعاصر" من التركية إلى العربية، وهو عمل موسوعي ضخم يضم جزأين يزيد مجموعهما عن 900 صفحة.
وأوضح بركات، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الكتاب يمزج بين عمق التراث الفكري الإسلامي والاطلاع على الفلسفات الغربية، معتمدا على مصادر بثماني لغات، ما جعل عملية الترجمة صعبة جدا، خصوصا فيما يتعلق بالمصطلحات الفلسفية والاجتماعية والنفسية الدقيقة.
وأشاد بانفتاح الجائزة المستمر على لغات جديدة، معتبرا أنها أصبحت بمثابة "الأب الحنون" الذي يرعى المترجمين في العالم العربي بعد سنوات طويلة من غياب الدعم والتقدير، وهو ما يمنحهم دفعة قوية للاستمرار في تقديم أعمال رصينة ومهمة.
بدوره، قال المترجم والدبلوماسي السابق سليمان تومتشيني، في تصريح مماثل لـ/قنا/، إنه تم تكريمه بجائزة الإنجاز، باعتباره صاحب أول قاموس عربي - ألباني ضخم في تاريخ العلاقات اللغوية بين اللغتين.
وأشار إلى أنه ترجم عددا من الأعمال الأدبية والفكرية البارزة، بينها كليلة ودمنة، وألف ليلة وليلة، وكتاب التوازن في الدين الإسلامي.
أما فتحي مهدي، الذي يعد أول من ترجم معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية، فعبر عن سعادته الكبيرة بتكريمه ضمن الجائزة، معتبرا هذا التقدير شرفا عظيما وفرصة للاعتزاز بمسيرته الطويلة في خدمة الثقافة والترجمة.
وقال المترجم الدكتور محمد عبده أبوالعلا من مصر، الفائز عن فئة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية عن كتاب "حدود الليبرالية: التراث والنزعة الفردية وأزمة الحرية" للمفكر الأمريكي مارك تيميتشل، إن الكتاب يركز على العلاقة بين الحداثة والتراث، وينتقد إهمال التراث أو معاداته تحت شعارات الحداثة أو الليبرالية، معتبرا هذا التوجه خطأ فلسفيا وكارثة اجتماعية وسياسية.
وأكد أن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي أصبحت من أهم الجوائز العالمية في مجال الترجمة لما تقدمه من دعم للمترجمين وتنوع لغوي واسع، مضيفا:" كل مترجم يترقبها، فهي شرف ودافع قوي لكل باحث ومترجم".
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :