التضخم في تركيا: "نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستدانة مرة أخرى"

ناز
الجمعة 26 أبريل 2024 09:07 صباحاً التعليق على الصورة، تقول ناز إنها علقت في حلقة مفرغة، حيث تحصل على راتبها، وتقوم بسداد رصيد بطاقتها الائتمانية، ثم تضطر للاستدانة مرة أخرى.
Article information
  • Author, أوزغيه أوزديمير
  • Role, بي بي سي نيوز - تركيا
  • قبل 6 دقيقة

"إذا لم أتمكن من استخدام بطاقة الائتمان أوالسداد بالتقسيط، فلن أتمكن من شراء أي شيء"، هذا ما قالته ناز تشاكار.

وناز، وهي عاملة في مصنع وعمرها 26 عامًا، واحدة من ملايين الأشخاص في تركيا يعتمدون في معيشتهم بشكل أساسي على بطاقات الائتمان.

ارتفع معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 68.5% في مارس/آذار، ويلجأ عدد متزايد من الناس إلى بطاقات الائتمان لتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء أو المأوى.

وقالت ناز "أدى ارتفاع التضخم إلى تآكل رواتبنا، وانخفاض قدراتنا الشرائية. حتى عند شراء أبسط الأشياء، علينا أن نفكر مرتين". ويشكل ارتفاع أسعار المواد الغذائية أحد أهم الأعباء التي يواجهها الناس في تركيا.

ويبلغ الحد الأدنى للأجور في تركيا 17 ألف ليرة، أي ما يعادل 524 دولارًا شهريًا. وتبلغ عتبة الفقر حوالي 25 ألف ليرة (768 دولارًا) وفقًا لـ DISK، إحدى أكبر النقابات العمالية في البلاد.

وتشهد تركيا أعلى معدل تضخم في أسعار الغذاء بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث يبلغ 70% سنوياً، وهو أعلى بـ 10 مرات من متوسط دول المنظمة البالغ 6.7%.

امرأة في متجر
التعليق على الصورة، تضاعفت أسعار المواد الغذائية في تركيا ثلاث مرات منذ يونيو/حزيران 2023 عندما تخلت الحكومة عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة

وقالت ناز إنها تجد أن الزيادة في أسعار الإيجارات أمرا مثيرا للقلق أيضا، حيث تضاعف المبلغ الذي دفعته مقابل الإيجار عندما اضطرت إلى الانتقال إلى مسكن آخر.

وقالت: "أجد صعوبة في العيش أكثر مما كنت أتخيل".

وحتى المحافظة السابقة للبنك المركزي، حفيظة إركان، اشتكت من عدم قدرتها على تحمل تكاليف الإيجار في إسطنبول.

وقالت ناز "لم نجد منزلاً، الإيجارات مرتفعة للغاية، انتقلنا للعيش مع والدي.. هل من الممكن أن تصبح إسطنبول أغلى من مانهاتن؟"

سياسة اقتصادية غير تقليدية

وبلغ التضخم في تركيا 86% في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وهو أعلى مستوى منذ 24 عامًا.

وشهدت قطاعات النقل والغذاء والإسكان أكبر ارتفاع في الأسعار.

وقدر خبراء مستقلون من مجموعة أبحاث التضخم أن المعدل السنوي في ذلك الوقت كان 186.27%.

ولطالما أصر الرئيس رجب طيب أردوغان على سياسة اقتصادية غير تقليدية تتمثل في إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لتعزيز النمو الاقتصادي في تركيا على الرغم من ارتفاع التضخم.

وتقوم معظم البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم، لكن سعر الفائدة في تركيا في ذلك الوقت بلغ 10.5%.

BBC

لذلك، كان من المنطقي أن يحصل الناس على قروض من البنوك أو أن يعتمدواعلى بطاقات الائتمان، حيث كانت أسعار الفائدة أقل من التضخم، مما يعني أن ديونهم سوف تتآكل تدريجياً على المدى الطويل.

وبعد إعادة انتخاب أردوغان العام الماضي، بدأ فريقه الاقتصادي الجديد بقيادة محمد شمشك في إجراء تحولات في السياسة.

وفي مارس/آذار، رفع البنك المركزي بشكل غير متوقع أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة إلى 50% لكبح التضخم.

وأشار شمشك مؤخرًا إلى لوائح محتملة بشأن بطاقات الائتمان أيضًا، قائلاً إنه سيتم فرض قيود على استخدامها.

وقال: "لا يمكن تحقيق الثروة من خلال أموال الآخرين، من خلال القروض أو بطاقات الائتمان".

وفي عام 2023، ارتفعت ديون بطاقات الائتمان بمقدار 2.5 مرة، متجاوزة تريليون ليرة (34 مليار دولار)، مسجلة رقما قياسيا جديدا.

في المجمل، تم إنفاق 2.5 تريليون ليرة (72 مليار دولار) من أموال بطاقات الائتمان في متاجر السوبر ماركت ومراكز التسوق لشراء الطعام وشراء الوجبات.

ويتوقع المحللون ومسؤولو الصناعة المصرفية فرض قيود قريبًا، حيث تشير الحكومة إلى فرض إجراءات للتقشف منذ فترة.

حلقة مفرغة

وتقول الخبيرة الاقتصادية بنهان إليف يلماز: "بسبب الفترة الطويلة من انخفاض أسعار الفائدة، استمرت ممارسات مثل سحب النقود من بطاقة أخرى أو الحصول على قرض شخصي لسداد ديون بطاقة الائتمان الحالية"، مشيرة إلى وجود حلقة مفرغة حيث يراكم الناس المزيد من الديون لتلبية احتياجاتهم.

أشخاص يستخدمون آلات سحب النقود
التعليق على الصورة، أدى الارتفاع الأخير في أسعار الفائدة إلى زيادة عبء الديون على الأشخاص الذين يعتمدون على بطاقاتهم الائتمانية

وتؤكد أن الكثيرين وقعوا في فخ السياسة النقدية، حيث تضاعفت أسعار المواد الغذائية ثلاث مرات، كما أدى الارتفاع الأخير في أسعار الفائدة إلى زيادة عبء الديون.

وقالت: "وجدت الأسر والشركات نفسها مديونة وغير مستعدة خلال فترة التضخم المرتفع"، مضيفة أن الناس يفضلون الإنفاق باستخدام بطاقات الائتمان لأنها توفر خيار التقسيط بدون فوائد.

وحذرت من أن الطبقة الوسطى تتقلص في تركيا، وحثت المسؤولين على دعم الفئات ذات الدخل المنخفض من خلال توزيع أكثر عدالة للدخل بدلا من التحرك نحو تقييد استخدام بطاقات الائتمان.

"الضغط يشتد"

وقالت ناز تشاكار: "نحتاج إلى استخدام بطاقة الائتمان لعدم القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية.. من الصعب أن أجد أحداً بلا ديون، سواء في المصنع أو من حولي".

وناز الآن مخطوبة وستتزوج قريبًا وتقول إن معظم ديون بطاقتها الائتمانية الحالية ترجع إلى شراء أجهزة منزلية جديدة.

وتوضح أنها بدون بطاقة ائتمان لن تكون قادرة على تحمل أي من هذه الأشياء، لأنها لا تستطيع الدفع إلا عبر أقساط شهرية.

امرأة تتسوق
التعليق على الصورة، يفضل الكثيرون في جميع أنحاء تركيا التسوق فقط خلال فترات التصفية أو التخفيضات في نهاية الموسم

وتعتقد ناز أنه على الرغم من أن أسعار الفائدة الآن أعلى، إلا أنه لا يزال من المنطقي أن يستخدم الناس بطاقات الائتمان.

وتقول: "أعلم أن أسعار هذه المنتجات سترتفع، والجميع يعلم أن الأسعار سترتفع إذا انتظروا شراء أشياء معينة.. ولهذا السبب يقعون في الديون".

ولكن نظرًا لأنها لا تتوقف أبدًا عن استخدام بطاقتها الائتمانية، فإنها عالقة في دائرة من تلقي راتبها، وسداد رصيد بطاقتها الائتمانية، ثم الوقوع في الديون مرة أخرى.

وتقول: "كل شخص لديه ديون يتعين عليه سدادها، ومع ارتفاع أسعار الفائدة، تشتد الضغوط".

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

التالى بي بي سي في جنوبي لبنان: منازل تحوّلت إلى "تلال من الركام"

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.