حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين رغم الضغوط الدولية؟

حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين رغم الضغوط الدولية؟
حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين رغم الضغوط الدولية؟

الخميس 18 أبريل 2024 10:29 صباحاً قبل 13 دقيقة

صدر الصورة، Getty Images

مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تتواصل معاناة الغزيين بسبب سوء الأوضاع الإنسانية والنقص الحاد في المياه والغذاء والمواد الطبية والدمار الهائل الذي لحق بالقطاع نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

يأتي هذا في وقت حذّر مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من أن عدم تسهيل وصول مساعدات إنسانية كافية لقطاع غزة يعني حكما بالإعدام على الفلسطينيين في القطاع.

تحذير بوريل تزامن مع تحذير مماثل أطلقه فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يوم الأربعاء 17 أبريل/نيسان، من أن مجاعة يتسبب فيها الإنسان "تحكم قبضتها" على أنحاء قطاع غزة، واتهم إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات والسعي لتصفية أنشطة الوكالة في القطاع.

وقال لازاريني أمام مجلس الأمن الدولي "اليوم، تجري حملة ماكرة لإنهاء أنشطة الأونروا، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين".

وأضاف لازاريني "في جميع أنحاء غزة، تُحكم مجاعة من صنع الإنسان قبضتها… في الشمال، بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف. وعلى الجانب الآخر من الحدود، ينتظر الطعام والمياه النظيفة. لكن لا يُسمح للأونروا بتقديم هذه المساعدات وإنقاذ الأرواح".

وتوفر أونروا المساعدات وخدمات التعليم والصحة لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان. ويصف كبار مسؤولي الأمم المتحدة الوكالة بأنها العمود الفقري لعمليات المساعدات منذ اندلاع الحرب قبل ستة أشهر في غزة.

واتهمت إسرائيل في يناير/كانون الثاني 12 من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألفا في غزة بالتورط في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل وأدى إلى مقتل 1200 شخص، بحسب الإحصائيات الإسرائيلية. وأقال لازاريني الموظفين الذين اتهمتهم إسرائيل بالتورط في الهجوم ويجري تحقيق داخلي للأمم المتحدة في هذه الاتهامات.

وأسفر الهجوم الذي أطلقته إسرائيل على قطاع غزة في أعقاب ذلك عن مقتل أكثر من 33 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.

وذكر تقرير منفصل للأونروا في فبراير شباط الماضي أن بعض الموظفين الذين اعتقلتهم إسرائيل أفادوا بأن السلطات الإسرائيلية أجبرتهم على الاعتراف كذبا بأن أونروا لديها صلات مع حماس وأن موظفين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ومن المقرر الانتهاء هذا الشهر من مراجعة مستقلة حول قدرة الأونروا على ضمان الحياد.

من جانبها سلطت صحيفة غارديان البريطانية، في تقرير لها هذا الأسبوع، الضوء على معاناة الصغار بسبب المجاعة في قطاع غزة التي حصدت أرواح 27 من الأطفال حتى الآن.

وتحدثت نُزهة عوض، وهي أم فلسطينية لثلاثة توائم ولدوا قبل شهرين من هجوم السابع من أكتوبر، بحسرة حول الوضع الصحي لأبنائها الذين يعيشون معها في خيمة مؤقتة في دير البلح، بعدما نزحوا من مدينة غزة لنفاد الحليب الصناعي والطعام.

وقالت عوض للصحيفة: "يجب أن يكون وزن الطفل في هذا العمر 8 كيلوغرامات، لكن وزنهم 2 كيلوغرام فقط. ليس لديهم أفخاذًا بعد. من المفترض في هذه المرحلة أن يبدأوا الزحف والاستعداد للمشي".

وتابعت وهي تشير إلى أطفالها: "هل هذا ذراع طفل عمره 8 أشهر؟.. الموت هنا، الموت الموت. الموت بالمعنى الحرفي للكلمة".

وقالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يو إس إيد"، سامانثا باور، إن "المجاعة تحدث بالفعل" في أجزاء من غزة، والناس في شمال القطاع يواجهونها فعليا منذ مطلع مارس، وفق ما أفادت به وسائل إعلام أمريكية.

وقالت باور ردا على سؤال للنائب الأمريكي الديمقراطي، خواكين كاسترو، في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، حول ما إذا "كانت المجاعة تحدث بالفعل في غزة "لا يتدفق الغذاء بكميات كافية لتجنب المجاعة الوشيكة في جنوب القطاع، وهذه الظروف تؤدي بالفعل إلى وفاة الأطفال في الشمال".

وفي 18 مارس، توقع التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو أداة لمراقبة الجوع في العالم، أن المجاعة وشيكة ومن المرجح أن تحدث بحلول شهر مايو/أيار في شمال غزة، ويمكن أن تتفشى في القطاع بحلول شهر يوليو/تموز.

وأضاف التصنيف أن "70 بالمئة من السكان في أجزاء من شمال غزة يعانون من أشد مستويات نقص الغذاء، أي ما يفوق بكثير النسبة المرتبطة بتعريف المجاعة وهي 20 في المئة".

وتتعرض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط وانتقادات دولية متزايدة من داعمها الرئيسي واشنطن بسبب خسائر الحرب المستمرة منذ ستة أشهر على حماس. وكثيرا ما اتهمت جمعيات خيرية إسرائيل بتقييد المساعدات واستهداف قوافل إنسانية.

وقد حوّل القصف الإسرائيلي المتواصل مساحات واسعة من القطاع، الذي يعيش فيه 2,4 مليون شخص، إلى أنقاض وتسبب بانهيار نظام المستشفيات وبنقص حاد في المواد الغذائية والماء والوقود وغيرها من السلع الرئيسية.

ويضطر أهالي شمال القطاع للاكتفاء بما معدله 245 سعرة حرارية يوميا، أي ما يعادل أقل من عبوة فاصوليا، منذ يناير/ كانون الثاني بحسب منظمة أوكسفام.

وتنفي إسرائيل عرقلة دخول المساعدات أو توزيعها داخل غزة، وتلقي باللوم على وكالات الأمم المتحدة الموجودة على الأرض في فشلها في إيصال المساعدات المسموح بها إلى الأشخاص الذين يحتاجونها.

ويتوعد نتنياهو بـ"القضاء" على حماس، ملوِّحا منذ أسابيع بشن عملية عسكرية برية على رفح في أقصى جنوب القطاع، رغم المخاوف الدولية بشأن مصير أكثر من مليون مدني فلسطيني يتكدسون في المدينة الحدودية مع مصر.

إذا كنتم في غزة أو لديكم أقارب هناك، حدثونا عن آخر تطورات الوضع الإنساني.

برأيكم

هل تكفي المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة حتى الآن؟

لماذا لا يتناسب حجم المساعدات التي تصل القطاع مع حجم التحذيرات الدولية من الأخطار التي تتهدده؟

هل يقدم نتنياهو على اجتياح رفح رغم التحذيرات الدولية من أثر ذلك على الوضع الإنساني؟ ولماذا؟

ما توقعاتكم لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح على الوضع المتردي في القطاع؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 19 أبريل/نيسان.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtat_hewar @

كما يمكنك

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

التالى بي بي سي في جنوبي لبنان: منازل تحوّلت إلى "تلال من الركام"

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.