اخبار العرب 24 - كندا : الأطفال يرسمون عالمهم بريشة أكثر حكمة و وعي من الكبار، عالمهم هو ببساطة النموذج الذى أراده الله أن يكون على أرضه، يحب فيه الإنسان الإنسان والطير والنبات والحيوان والطبيعةَ. الطفل أعمق معرفه بقانون السماء من أبيه الناضج، هو ألفطره الصافية التى خلق الله الإنسان عليها دون حسابات او تعقيدات، ثم بمرور السنوات يفقد كل ما ينبغى له ألا يفقده، يفقده للأسف ليظل إنسانًا يعيش كغيره من الناس، يترك عالمه المبهج، يتخلى عن خياله الذى اعتاد ان يعبر عنه بألوانه و رسوماته، يسأل نفسه "ماذا علىّ أن أفعل لأصبح رجلاً؟"
فتتحول بالتدريج صفاته البريئة الى صفات غليظة لم يكن يوماً يعرفها، يعرف الطمع، الحقد، الكراهيه، الكذب، والحماقه، الى أن يصبح إنسان أخر مُثقل بصفاته المكتسبة و التى باتت جزء لا يتجزأ من حياته، يصبح طفل أتعسه ما وجد عليه العالم حينما بدأ وعيه فى التشكل. يسمح الإنسان لنفسه أن يقبح ما خلقه الله جميلاً سواء كان بقصد أو بدون قصد كما عوده الزمن منذ أن ترك طفولته، و في كل مره يلقى اللوم على الدنيا و ما فيها و ما يدور حوله و لا يلوم نفسه.ولكن هل العالم هو الذى يفرض علينا هذه الصفات ام نحن نصطنعها فى بداية الأمر حتى نجيدها؟؟ هنا أتذكر قول الإمام الشافعى " نعيب زماننا والعيب فينا/وما لزماننا عيب سوانا، ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ/ ولو نطق الزمان لنا هجانا، وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ/ ويأكل بعضنا بعضاعيانـا".
سالي كامل - تورنتو
..